السلام عليكم .. هل فعلاً الايات المكية كانت ايات رحمة وسلام عكس الايات المدنية التي أمرت بالقتال والجهاد ؟
للرد نقول #__الباحث__الاسلامي :
في البداية
لا يوجد فرق ببن الايات المكية والمدنية بمضمون رسالة الاسلام .. فلم تكن الايات المكية ايات سلام ومجاملة الكفار بل ايات ترغيب وترهيب بنفس الوقت فالاسلام بالاصل هو دين دعوي .. 👇
قُلْ هَٰذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ ۚ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي ۖ وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (108) سورة يوسف .
فالاسلام دين دعوي ومنهج دعوي قال تعالى في سورة ال عمران 👇
كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ۗ )
وجاءت الايات المكية تدعوا الناس الى عبادة الله والكفر بالطاغوت 👇
وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَن يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوا إِلَى اللَّهِ لَهُمُ الْبُشْرَى فَبَشِّرْ عِبَادِ
الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُوْلُوا الأَلْبَابِ ) سورة الزمر / سورة مكية
وتوعد الله الكفار بنفس السورة 👇
فَاعْبُدُوا مَا شِئْتُم مِّن دُونِهِ قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ
لَهُم مِّن فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِّنَ النَّارِ وَمِن تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ ذَلِكَ يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهِ عِبَادَهُ يَا عِبَادِ فَاتَّقُونِ )
فالايات المكية لم تختلف عن الايات المدنية في الهدف والجوهر والمضمون ..
فالاسلام ليس دين قتال ولم يكون القتال في الاسلام الا وسيلة .. فبعد ان تفاقم آذى الكفار وازداد يوم بعد يوم شرع الله القتال كوسيلة وليس كغاية ..
فالمرحلة التي وصل لها المسلمون في مكة كانت مرحلة خطيرة جدا بحيث ان المسلم في مكة كان يُعتبر خارج عن القانون ولابد من ضربه وتعذيبه وسجنه واخراجه خارج البلد 👇
قال ابن إسحاق: ثم إنهم عدوا على من أسلم واتبع رسول الله ﷺ من أصحابه، فوثبت كل قبيلة على من فيها من المسلمين، فجعلوا يحبسونهم ويعذبونهم بالضرب والجوع والعطش، وبرمضاء مكة إذا اشتد الحر، من استضعفوه منهم يفتنونهم عن دينهم، فمنهم من يفتن من شدة البلاء الذي يصيبهم، ومنهم من يصلب لهم ويعصمه الله منهم. ) راجع البداية والنهاية الجزء ٣
حتى القرأن الكريم ذكر لنا حال البعض في سورة القصص المكية 👇
وَقَالُوا إِن نَّتَّبِعِ الْهُدَىٰ مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنَا ۚ أَوَلَمْ نُمَكِّن لَّهُمْ حَرَمًا آمِنًا يُجْبَىٰ إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِّزْقًا مِّن لَّدُنَّا وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (57)
وكان الصحابة يأتوا لعند النبي صل الله عليه وسلم يطلبوا منه ان يدعوا الله وان يفرج الله عنهم 👇
أَتَيتُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم وهُو مُتوسِّدٌ بُرْدةً وهُوَ في ظِلِّ الكَعبةِ، وقد لَقِينا مِنَ الْمُشركينَ شِدَّةً، فقُلتُ: يا رَسولَ اللهِ، أَلا تَدْعو اللهَ؟ فقَعَدَ وهُوَ مُحمَّرٌ وَجهُه، فَقال: لَقدْ كان مَن قَبْلَكم لَيُمْشَطُ بِمِشاطِ الحَديدِ، ما دونَ عِظامِه مِن لَحْمٍ أو عَصَبٍ، ما يَصرِفُه ذلكَ عن دينِه، ويُوضَعُ المِنْشارُ على مَفرِقِ رَأسِه، فيُشَقُّ بِاثنَينِ ما يَصرِفُه ذلكَ عن دينِه، ولَيُتِمَّنَّ اللهُ هذا الأمرَ حتَّى يَسيرَ الرَّاكبُ مِن صَنعاءَ إلى حَضْرَموتَ ما يَخافُ إلَّا اللهَ. زاد بيانٌ: والذِّئبَ على غَنمِه. .
الراوي: خباب بن الأرت المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 3852
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
فهولاء الكفار مارسوا ابشع انواع الارهاب على المسلمين واصبحوا حاجز بوجه كل من يريد ان يدخل في الاسلام .. حتى قال تعالى في سورة مكية وهي الاعراف 👇
الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا وَهُم بِالآخِرَةِ كَافِرُونَ )
وبعد كل هذا الاذى اضطر المسلمين الى الهجرة من ارضهم ولم يخرجوا سياحة بل خرجوا قصراً رغم عنهم وخرجوا بسبب الاذى يلي ذاقوه .. فهنا شرع الله القتال كوسيلة قال تعالى 👇
سورة البقرة : كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ ۖ وَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ وَعَسَىٰ أَن تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (216)
فلم يكن عند المسلمين رغبة في قتل احد ولم يأمرهم الاسلام بذالك وانما جاء القتال كوسيلة لتثبيت رسالة الاسلام في الارض وللدفاع المسلمين عن انفسهم
وجميع الايات المدنية التي امرت بالقتال كانت ضد فئات معينة وهي الفئات الحاكمة في المجتمع التي تقف دائما حاجز بين الشعوب وبين الاسلام .. وجميع حروب المسلمين كانت ضد هذه الفئة الطاغوتية التي تتحكم بالشعوب بالقوة والعنف والارهاب .
#__الباحث__الاسلامي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق