ما معنى قوله تعالى 👇
وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا (16)سورة الاسراء ..
هذه الاية الكريمة يستدل بها اعداء الاسلام على ان الله في القرأن الكريم ظالم بل ويقولون ان الله يأمر بالفسق !
وللاسف قولهم هذا ناتج عن تكلف بعض المفسرين في تأويل الاية غفر الله لهم
ومن هولاء العلماء الذين تكلفوا في التأويل كان ابن القيم وابن عثيمين وغيرهم .. فقالوا ان معنى قوله تعالى 👇
( أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا َّ .. ) اي أمر كوني قدري ! اي سمحنا لمترفيها بالفسق ! وبمعنى اصح تركناهم يفسقوا !
وهذا التأويل هو في الاصل غير واضح .. وفيه تكلف ولا يستوي مع سياق الايات
فالاية التي قبلها تقول 👇
وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّىٰ نَبْعَثَ رَسُولًا (15)
فالارادة هنا اي ارادة الله : وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً ) معلقة بالشرط يلي وضعه الله في الاية السابقة حيث قال 👇
وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّىٰ نَبْعَثَ رَسُولًا (15)
فالله سبحانه وتعالى لا يهلك القرى الا بعد ان يقيم الحجة على اهل القرى فلوا فسقوا و كفروا حينها يعاقبهم الله بافعالهم ودليل هذا قوله تعالى في سورة الشعراء ... 👇
وَمَا أَهْلَكْنَا مِن قَرْيَةٍ إِلَّا لَهَا مُنذِرُونَ (208) ذِكْرَىٰ وَمَا كُنَّا ظَالِمِينَ (209)
واما من استدل بقراءة ( أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا َّ .. ) . بتشديد الميم : ( أمَّرْنا مُتْرَفِيها ) اي جعلناهم امراء
فاقول ان قراءة ( امّرنا ) بتشديد الميم هي قراءة شاذة فلا تُعتبر حجة بل ولا يحتج بها كونها خارجة عن القراءات العشر المتواترة المتفق عليها
فالتفسير الصحيح لقوله تعالى 👇
وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا (16)سورة الاسراء
هو التفسير الذي عليه جمهور العلماء وهو ان الله امرهم بالطاعة والعبادة 👇
أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا َّ .. ) اي بالطاعة والعبادة .. فخالفوا وفسقوا 👇
فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا (16)
وهذا تفسير الطبري 👇
فأولى التأويلات به تأويل من تأوّله: أمرنا أهلها بالطاعة فعصوا وفسقوا فيها، فحقّ عليهم القول، لأن الأغلب من معنى أمرنا: الأمر، الذي هو خلاف النهي دون غيره، وتوجيه معاني كلام الله جلّ ثناؤه إلى الأشهر الأعرف من معانيه، أولى ما وجد إليه سبيل من غيره.
ومعنى قوله (فَفَسَقُوا فِيهَا): فخالفوا أمر الله فيها، وخرجوا عن طاعته (فَحَقَّ عَلَيْها القَوْلُ) يقول: فوجب عليهم بمعصيتهم الله وفسوقهم فيها، وعيد لله الذي أوعد من كفر به، وخالف رسله، من الهلاك بعد الإعذار والإنذار بالرسل والحجج (فَدَمَّرْناها تَدْميرًا) .
الرابط : http://quran.ksu.edu.sa/tafseer/tabary/sura17-aya16.html
#__الباحث__الاسلامي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق