السلام عليكم .. قصة الغرانيق !
يدعي الافاكون : ( ان الشيطان استطاع ان يوحي ويتكلم باللسان الرسول صل الله عليه وسلم )
واستشهدوا بقصة الغرانيق وهي 👇 :
قرأَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ بمكَّةَ النَّجمَ فلمَّا بلغَ هذا الموضِعَ أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى ألقَى الشَّيطانُ على لسانِهِ تلكَ الغَرانيقُ العُلَى وإنَّ شفاعتَهُنَّ لتُرتَجى قالوا ما ذكَرَ آلهتَنا بخيرٍ قبلَ اليومِ فسجدَ وسجدوا ثُمَّ جاءهُ جبريلُ بعدَ ذلكَ قال اعرِضْ عليَّ ما جئتُكَ به فلمَّا بلغ تلكَ الغَرانيقُ العُلَى وإنَّ شفاعتَهُنَّ لتُرتَجى قال له جبريلُ لم آتِكَ بهذا هذا من الشَّيطانِ فأنزل اللَّهُ وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ .
الراوي: سعيد بن جبير المحدث: السيوطي - المصدر: الدر المنثور - الصفحة أو الرقم: 10/510
خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح
____________الرد
الحمد لله واما بعد :
ان هذه القصة جاءت بعدة اسانيد لا يصح منها شيء
فالاسانيد اما ضعيفة اما مراسيل .. ولا شيء ثابت عن المعصوم
ولقد كتب الشيخ الالباني رسالة باسم ( نصب المجانيق في قصة الغرانيق ) وفند الاسانيد
ومن اقوى هذه الاسانيد ما جاء عن طريق ( سعيد بن جبير عن ابن عباس ) .. ولا يصح الوصل
والسبب ان ( امية بن خالد ) تفرد بهذا الوصل وكان شاكك بما وصل
نقرأ الرواية بسندها 👇
ما رواه البزار في مسنده قال : حدثنا يوسف بن حماد حدثنا أمية بن خالد حدثنا شعبة ، عن أبي بشر ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، فيما أحسب أشك في الحديث أن النبي صلى الله تعالى عليه وسلم كان بمكة ، فقرأ سورة النجم حتى انتهى إلى أفرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى فجرى على لسانه : تلك الغرانيق العلى الشفاعة منهم ترتجى، قال : فسمع ذلك مشركو أهل مكة ، فسروا بذلك، فاشتد على رسول الله، فأنزل الله تعالى : وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته فينسخ الله ما يلقي الشيطان ثم يحكم الله آياته ، ثم قال البزار : ولا نعلمه يروى بإسناد متصل يجوز ذكره، ولم يسنده عن شعبة إلا أمية بن خالد ، وغيره يرسله، عن سعيد بن جبير ) انتهى
اذا هو ( مرسل ) والمراسيل لا تصح عند اغلب اهل الحديث
قال أبو عيسى الترمذي رحمه الله :
( والحديث إذا كان مرسلاً فإنه لا يصح عند أكثر أهل الحديث ، وقد ضعفه غير واحد )
بل من العلماء من قال بوضع القصة اي ( انها مكذوبة موضوعة من تأليف الزنادقة )
قصةُ الغرانيقِ .
الراوي: - المحدث: ابن خزيمة - المصدر: فتح القدير - الصفحة أو الرقم: 3/654
خلاصة حكم المحدث: من وضع الزنادقة )
وللامانة العلمية هناك من العلماء من صحح الرواية باللفظ المذكور وقالوا ( المراسيل تقوي بعضها بعض )
👇
الراوي: أبو بشير الأنصاري المحدث: ابن حجر العسقلاني - المصدر: فتح الباري لابن حجر - الصفحة أو الرقم: 8/293
خلاصة حكم المحدث: كلها سوى طريق سعيد بن جبير إما ضعيف وإما منقطع ، لكن كثرة الطرق تدل على أن للقصة أصلا ، مع أن لها طريقين آخرين مرسلين رجالهما على شرط الصحيحين )
ولكن متن هالروايات المرسلة ضعيفة وتخالف ايات صريحة في القرأن الكريم مثل 👇
( لَّا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ ۖ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ ) سورة فصلت
ومن الرغم من ان الرواية ضعيفة الا وان بعض العلماء مثل ابن كثير شرح الرواية بحيث انه قال في ما معناه ( ان تسلط الشيطان لم يكن على لسان النبي صل الله عليه وسلم وانما كان على مسامع وقلوب المشركين )
👇
اقتباس :
ألقى الشيطان عندها كلمات حين ذكر الله الطواغيت ، فقال : " وإنهن لهن الغرانيق العلى . وإن شفاعتهن لهي التي ترتجى " . وكان ذلك من سجع الشيطان وفتنته ، فوقعت هاتان الكلمتان في قلب كل مشرك بمكة ، وزلت بها ألسنتهم ، وتباشروا بها ، وقالوا : إن محمدا ، قد رجع إلى دينه الأول ، ودين قومه . فلما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم [ آخر النجم ] ، سجد وسجد كل من حضره من مسلم أو مشرك . غير أن الوليد بن المغيرة كان رجلا كبيرا ، فرفع على كفه ترابا فسجد عليه . فعجب الفريقان كلاهما من جماعتهم في السجود ، لسجود رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأما المسلمون فعجبوا لسجود المشركين معهم على غير إيمان ولا يقين ولم يكن المسلمون سمعوا الآية التي ألقى الشيطان في مسامع المشركين فاطمأنت أنفسهم لما ألقى الشيطان في أمنية رسول الله صلى الله عليه وسلم ... ) تفسير ابن كثير
الرابط :
http://quran.ksu.edu.sa/tafseer/katheer/sura22-aya52.html
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق