الأحد، 27 مايو 2018

ادعاء بوجود نقص في اية ٢٢٠ من سورة البقرة

السلام عليكم .. يقولون ( هناك نقص في القرأن الكريم في سورة البقرة .. بحيث تبدأ الاية ٢٢٠ هكذا مما يُثبت النقص 👇

فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۗ وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَىٰ ۖ قُلْ إِصْلَاحٌ لَّهُمْ خَيْرٌ ۖ وَإِن تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ ۚ وَاللَّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ ۚ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَأَعْنَتَكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (220) )

#__الباحث__الاسلامي :

لا يوجد نقص الا في عقل صاحب الشبهة .. كون لم يأتي بالاية التي قبلها ولم يقرأ السياق اصلا .. تابع 👇

فالاية ٢٢٠ تحتوي تكملة فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۗ  .. للاية التي قبلها 👇

يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ ۖ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا ۗ وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ ۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ (219)

ثم التكملة في الاية ٢٢٠ : فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۗ  )

ونجد ايضا اشارة وقف ( ۗ  / قلى ) اي الوقف اولى .. راجع صورة ١
فاشارة الوقف دلالة على اكتمال المعنى ضمن السياق ..

فمن حيث المعنى والسياق لا يوجد نقص ومن حيث السند فهذه الايات ٢٢٠ - ٢١٩ كلها متواترة حالها كحال ايات القرأن الكريم .. افتح رواية ورش وحفص .. وهذه القراءتين من اكثر القراءات المتوفرة المنتشرة المشهورة بين الناس .. ستجد الايات .. راجع صورة ( ٢-٣ ) وافتح اي قراءة من القراءات المتواترة ..

ولو تريد تاريخ .. فتعال نفتح المصحف المنسوب لعثمان رضي الله عنه في احد متاحف تركيا .. ستجد الايات كما هي في مصاحفنا .. راجع صورة ٤

بل ازيدك في البيت شعر .. هل تريد سبب نزول ؟ معنا سبب النزول 👇

أنه [ الحسنَ ] بلغَه أن مُعاذَ بنَ جبلٍ وثَعلَبَةَ سألا رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقالا : إن لنا أرِقَّاءَ وأهلِينَ، فما نُنفِقُ من أموالِنا ؟ فنزلَتْ { وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ } .
الراوي: يحيى بن أبي كثير المحدث: ابن حجر العسقلاني - المصدر: فتح الباري لابن حجر - الصفحة أو الرقم: 9/408
خلاصة حكم المحدث: مرسل [و] إسناده صحيح

#_الخلاصة : اثبتت بطلان الشبهة سواء من حيث السياق والمعنى او  من حيث الصحة التاريخية من حيث السند .
اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا

وقد يأتي شخص ويقول لماذا  لم تنتهي الاية ٢١٩ مع تكملتها .. هكذا 👇

كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُون َ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۗ  (219)

لماذا انتهت الاية ١١٩عند ( لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُون ) والتكملة كانت في الاية ١٢٠ ( فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۗ  ) ؟؟

#__الباحث__الاسلامي :

هذا ليس غريب على القرأن الكريم .. ففي سورة ال عمران .. 👇

الم (1) اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ (2) نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنزَلَ التَّوْرَاةَ وَالْإِنجِيلَ(3) مِن قَبْلُ هُدًى لِّلنَّاسِ 

نجد الاية انتهت عند كلمة الانجيل  ( وَأَنزَلَ التَّوْرَاةَ وَالْإِنجِيلَ(3) والتكلمة في الاية يلي بعدها ..

ترتيب الايات توقيفي .. هكذا اراد الله سبحانه وتعالى .. فهذا ترتيب توقيفي وليس اجتهادي 👇

قلتُ لعثمانَ بنِ عفَّانٍ : ما حملكم على أن عمدتم إلى الأنفالِ وهي من المثاني وإلى براءةَ وهي من المئين فقرنتم بينهما ولم تكتبوا بينهما سطرَ بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ ووضعتموها في السَّبعِ الطُّوَلِ ما حملكم على ذلك ؟ فقال عثمانُ : كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ممَّا يأتي عليه الزَّمانُ وهو ينزِلُ عليه السُّوَرُ ذواتُ العدَدِ فكان إذا نزل عليه الشَّيءُ دعا بعضَ من كان يكتُبُ فيقولُ : ضعوا هؤلاء الآياتِ في السُّورةِ الَّتي يُذكَرُ فيها كذا وكذا . وكانت الأنفالُ من أوَّلِ ما نزل بالمدينةِ وكانت براءةُ من آخرِ القرآنِ وكانت قصَّتُها شبيهةً بقصَّتِها وحسِبتُ أنَّها منها ، فقُبِض رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ولم يُبيِّنْ لنا أنَّها منها فمن أجلِ ذلك قرنتُ بينهما ولم أكتُبْ بينهما سطرَ بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ فوضعتُها في السَّبعِ الطُّوَلِ .
الراوي: عثمان بن عفان المحدث: ابن كثير - المصدر: فضائل القرآن - الصفحة أو الرقم: 72
خلاصة حكم المحدث: إسناده جيد قوي

ونعود للايات المذكورة .. ونتدبرها .. نجد ان موضوع الاية ١١٩ من سورة البقرة  تتكلم عن الخمر والميسر 👇

يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ )

وذكر الله سبحانه وتعالى ان الخمر فيها منافع للناس حيث تذهب العقل واثمها واثم الميسر اكبر .. وطبعا الله يعطينا مقارنة .. وثم ختم الاية بقوله كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ (219)

وطبعا هذا مد عارض للسكون .. يُمد ٢-٤-٦ ..راجع مصحف التجويد صورة ٥ .. فهذه اشارة من الله وتذكير ان نستخدم عقولنا ونفكر في شر الخمر والميسر .. وختم الاية بقوله تعالى : لعلكم تتفكرون ) كاشارة واضحة على استخدام العقول .. والى هنا يكون المعنى تام .. وتكملة الاية .. في الدنيا والاخرة .. ايضا هذه اشارة من الله الى التفكير الحياة الدنيا وايضا التفكير بالاخرة ..

#_الخلاصة :

لو انك قرأت الاية ١١٩ وتوقفت .. تكون كسبت معنى تام فيه مقارنة واشارة من الله للتفكير .. ولو اكملت للاية ٢٢٠ ايضا تكون كسبت اشارات اخرى .. وهذا من بلاغة القرأن الكريم .. والله اعلم .. هذا اجتهادي

#_الباحث_الاسلامي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق