السلام عليكم .. هل النبي يأمر بالسب ؟ حاشاه .. تابع 👇
يقولون ان نبيكم يقول في الحديث 👇
رأَيْتُ أُبيًّا رأى رجلًا تعزَّى بعزاءِ الجاهليَّةِ فأعَضَّه ولم يَكْنِ ثمَّ قال: قد أرى في أنفسِكم - أو في نفسِك - إنِّي لم أستطِعْ إذا سمِعْتُها ألَّا أقولَها سمِعْتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقولُ: ( مَن تعزَّى بعزاءِ الجاهليَّةِ فأعِضُّوه لا تَكْنوا ) .
الراوي: أبي بن كعب المحدث: ابن حبان - المصدر: صحيح ابن حبان - الصفحة أو الرقم: 3153
خلاصة حكم المحدث: أخرجه في صحيحه
فكيف النبي يأمر بهذا القول 👈 مَن تعزَّى بعزاءِ الجاهليَّةِ فأعِضُّوه لا تَكْنوا ..؟
وفي رواية يقول : من تعزَّى بعزَى الجاهليةِ فأَعِضُّوهُ بهَنِ أبيه ولا تكنُوا .
#___الرد
في البداية لكل قاعدة استثناء
وللاستثناء سبب
اولا
ان النبي صل الله عليه وسلم قال الله فيه في سورة القلم :
وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ (4)
وقال صل الله عليه وسلم 👇
ليس المؤمنِ بالطعَّان، ولا باللعَّانِ، ولا الفاحشِ، ولا البذيءِ . .
الراوي: عبدالله بن مسعود المحدث: الألباني - المصدر: تخريج مشكاة المصابيح - الصفحة أو الرقم: 4775
خلاصة حكم المحدث: حسن وله إسناد آخر صحيح
ولقد امرنا الله بالقول الحسن لناس
قال تعالى : وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا ) سورة البقرة
وحتى مع اهل الكتاب رغم كفرهم الا ان الله قال 👇
وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ) سورة العنكبوت
وفي حديث صحيح ان الله يبغض الفاحش البذيء 👇
ما شيءٌ أثقلُ في ميزانِ المؤمنِ يومَ القيامةِ مِن خُلُقٍ حسنٍ؛ فإن اللهَ تعالى لَيُبْغِضُ الفاحشَ البذيءَ. .
الراوي: أبو الدرداء المحدث: الترمذي - المصدر: سنن الترمذي - الصفحة أو الرقم: 2002
خلاصة حكم المحدث: حسن صحيح
وفي حديث ان الكلمة الطيبة صدقة 👇
الكلمةُ الطيبةُ صدقةٌ .
الراوي: أبو هريرة المحدث: ابن حبان - المصدر: المقاصد الحسنة - الصفحة أو الرقم: 378
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
وادلة كثيرة .. اذا هذه القاعدة واما الاستثناء فكل استثناء له سبب وحكمة وكما يقول المثل ( لكل مقام مقال ) 👇
فتعزي بعزاء الجاهلية .. يعني التفاخر بالقبيلة والنسب و....الخ وعلى اثر ذالك كانوا العرب يتقاتلوا في الجاهلية
تعالوا نشوف معنى ( تعزي ) 👇
عَزَّى إِلى فلانٍ : انتسَبَ
تَعَزَّى العربي : استصرخ قبيلتَه واستغاث ، فقال : يا آل تميم ، مثلاً ..
المصدر المعجم : https://www.almaany.com/ar/dict/ar-ar/تعزى/
اذا التعزي بعزاء الجاهلية دعوة الى التفاخر والقتال ... وهذا ما نهى عنه الاسلام
فالاسلام جمع بين العربي والاعجمي والمناصر والمهاجر والاسود والابيض ... تحت قوله تعالى 👇
يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (13)سورة الحجرات
وهكذا جمع الاسلام البشر وقال تعالى 👇
إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (10)سورة الحجرات
ولذالك التعزي بعزاء الجاهلية هو دعوة للقتال وفتنة بين المسلمين نهى عنها رسول الله صل الله عليه وسلم عندما اشتعلت مرة بين المهاجرين والانصار ..👇
كنا في غَزاةٍ - قال سُفيانُ مرةً : في جيشٍ - فكسَع رجلٌ من المهاجرينَ رجلًا من الأنصارِ، فقال الأنصارِيُّ : يا لَلأنصارِ، وقال المهاجرِيُّ : يا للمهاجرينَ، فسمِع ذاك رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال : ( ما بالُ دَعوى جاهليةٍ ) . قالوا : يا رسولَ اللهِ، كسَع رجلٌ من المهاجرينَ رجلًا من الأنصارِ، فقال : ( دَعوها فإنها مُنتِنَةٌ ) . فسمِع بذلك عبدُ اللهِ بنُ أُبَيٍّ فقال : فعَلوها، أما واللهِ لئِنْ رجَعْنا إلى المدينةِ ليُخرِجَنَّ الأعَزُّ منها الأذَلَّ، فبلَغ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فقام عُمَرُ فقال : يا رسولَ اللهِ، دَعْني أضرِبْ عنُقَ هذا المنافقِ، فقال النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ( دعه، لا يتحدَّثُ الناسُ أن محمدًا يقتُلُ أصحابَه ) . وكانتِ الأنصارُ أكثرَ من المهاجرينَ حين قدِموا المدينةَ، ثم إن المهاجرينَ كثُروا بعدُ . .
الراوي: جابر بن عبدالله المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 4905
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
وقول النبي ( عضوه ولا تكنوا ) او في رواية اخرى 👇
يقول صل الله عليه وسلم : من تعزَّى بعزَى الجاهليةِ فأَعِضُّوهُ بهَنِ أبيه ولا تكنُوا .
فهذه الشدة مطلوبة هنا .. لطي ندرء شر عظيم ويسبب فتنة بين المسلمين ... فالاغلاظ بالقول في هذا المقام هو درء لمفسدة عظيمة
ولذالك كان النبي صل الله عليه وسلم يقول 👇
ألا فلا ترجعوا بعدي ضُلَّالًا يضربُ بعضُكم رقابَ بعضٍ ، ألا ليُبلِّغِ الشاهدُ الغائبَ ، فلعلَّ بعضَ من يبلغُه أن يكون أوعى له من بعضِ من سمعَه - فكان محمدٌ إذا ذكرَه قال : صدق النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم - ثم قال : ألا هل بلَّغتُ ، ألا هل بلَّغتُ .
الراوي: نفيع بن الحارث الثقفي أبو بكرة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 7447
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
فأن كانت الشدة بالقول تنفع في درء المفسدة او اقتتال بين اهل الاسلام فهذا واجب بحيث اننا ندرء شر اكبر بشر اصغر .. وقول النبي في الحديث ليس عام وانما استثناء من اجل ما ذكرنا من المفاسد التي تحصل بسبب تلك الدعوة فاذا قول النبي صل الله عليه وسلم مشروط في من تعزى بعزاء الجاهلية .
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
ردحذفجزيت خيرا اخي