الثلاثاء، 20 مارس 2018

تناقض مزعوم في القرأن الكريم

السلام عليكم .. يدعي البعض ان الاسلام يبيح الجمع بين الاختين .. ويقولون ان هناك تناقض في القرأن الكريم
حول هل ( الجمع بين الاختين بملك اليمين حلال ام حرام ؟ )
ويقولون ان الصحابة اختلفوا ايضا بهذه الايات .. فقال عثمان رضي الله عنه ( أحلتهما آية وحرمتهما آية ... )

التناقض المزعوم :

الاية التي تحرم 👇

حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ ....  وَأَن تَجْمَعُوا بَيْنَ الْأُخْتَيْنِ إِلَّا مَا قَدْ سَلَفَ ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا (23)سورة النساء

واما الاية التي تحلل 👇
وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ۖ كِتَابَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ
وَأُحِلَّ لَكُم مَّا وَرَاءَ ذَٰلِكُمْ )الاية 24  سورة النساء

#_____الرد____________

اولا : ننهي على التناقض الوهمي المزعوم .. تابع 👇

الاية هذه 👇
وَأَن تَجْمَعُوا بَيْنَ الْأُخْتَيْنِ إِلَّا مَا قَدْ سَلَف )  الاية واضحة واوضح من الاية الثانية وفيها تخصيص وهي تحريم الجمع بين الاختين بالعموم سواء بالنكاح او بملك اليمين .. ومن يدعي التخصيص فعليه بالدليل

واما الاية هذه 👇
وَأُحِلَّ لَكُم مَّا وَرَاءَ ذَٰلِكُمْ ) سورة النساء
فهي عامة .. اذا المخصوص يستثنى من العام .. واعطيكم مثال 👇

قوله تعالى : وَلَا تَنكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ حَتَّىٰ يُؤْمِنَّ ۚ) سورة البقرة
عام ولكن يستثنى منه 👇

الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ ..... وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ )
سورة المائدة

وهذا ما قاله ابن عباس رضي الله عنه 👇

قال علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس في قوله : ( ولا تنكحوا المشركات حتى يؤمن ) استثنى الله من ذلك نساء أهل الكتاب .

راجع تفسير ابن كثير :

http://quran.ksu.edu.sa/tafseer/katheer/sura2-aya221.html

واذا لا يوجد تناقض بالاصل وانما هو ان هناك اية عامة وهناك اية خاصة .. .. والذي  يدعي التناقض ينطبق عليه قوله تعالى 👇

هُوَ الَّذِي أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ ۖ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ ) سورة ال عمران

#___انتهت__الشبهة
اذا .. لا يوجد تناقض بكتاب الله
ونأتي الان الى كلام البشر 👇
اما
قول  عثمان رضي الله عنه ... فاهو لم يحلل ولم يحرم الاجماع بين الاختين ولكن توقف في المسألة ولكن قال انه لا يفعله وهذا يدل انه كان يرجح التحريم 👇

قال أمَّا الْأُخْتَانِ المملُوكَتَانِ فَأَحَلَّتْهُمَا آيَةٌ وحرَّمَتْهُمَا آيَةٌ ولَا آمُرُ بِهِ ولَا أَنْهَى عنْهُ ولَا أَفْعَلُهُ أنَا ولَا أَهْلُ بَيْتِي .

وكون عثمان رضي الله عنه توقف في المسألة او فلان قال وفلان فسر من عنده .. فاهو اجتهاد منه يحتمل ( الصواب / الخطأ )

ولا حجة بقول فلان وعلان .. ولكن جمهور الصحابة والعلماء يقول بما اقول لكم 👇

نفتح تفسير ابن كثير 👇

وقد أجمع المسلمون على أن معنى قوله [ تعالى ] ( حرمت عليكم أمهاتكم وبناتكم وأخواتكم [ وعماتكم وخالاتكم ] ) إلى آخر الآية : أن النكاح وملك اليمين في هؤلاء كلهن سواء ، فكذلك يجب أن يكون نظرا وقياسا الجمع بين الأختين وأمهات النساء والربائب . وكذلك هو عند جمهورهم ، وهم الحجة المحجوج بها من خالفها وشذ عنها ، والله المحمود .

ويقول 👇

وهذا هو المشهور عن الجمهور والأئمة الأربعة وغيرهم ، وإن كان بعض السلف قد توقف في ذلك . قال الإمام مالك ، عن ابن شهاب ، عن قبيصة بن ذؤيب : أن رجلا سأل عثمان بن عفان عن الأختين في ملك اليمين ، هل يجمع بينهما ؟ فقال عثمان : أحلتهما آية وحرمتهما آية ، وما كنت لأصنع ذلك ، فخرج من عنده فلقي رجلا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، فسأله عن ذلك فقال : لو كان لي من الأمر شيء ثم وجدت أحدا فعل ذلك لجعلته نكالا . قال مالك : قال ابن شهاب : أراه علي بن أبي طالب : قال : وبلغني عن الزبير بن العوام مثل ذلك  .

تفسير ابن كثير :

http://quran.ksu.edu.sa/tafseer/katheer/
sura4-aya23.html

#انتبه : اذا ببساطة لا حجة لمن شذ واجتهد

ونأتي لكلام القرطبي 👇

قوله تعالى : وأن تجمعوا بين الأختين موضع أن رفع على العطف على حرمت عليكم أمهاتكم . والأختان لفظ يعم الجميع بنكاح وبملك يمين .
وأجمعت الأمة على منع جمعهما في عقد واحد من النكاح لهذه الآية ، وقوله عليه السلام : لا تعرضن علي بناتكن ولا أخواتكن . واختلفوا في الأختين بملك اليمين ؛ فذهب كافة العلماء إلى أنه لا يجوز الجمع بينهما بالملك في الوطء ، وإن كان يجوز الجمع بينهما في الملك بإجماع ؛ وكذلك المرأة وابنتها صفقة واحدة .

تفسير القرطبي :

http://quran.ksu.edu.sa/tafseer/qortobi/sura4-aya23.html

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق